الأحد، 8 أبريل 2012

مراجل الغضب بقلم: د.مرفت محرم

مراجل الغضب
بقلم: د.مرفت محرم

وقف نور في إشارة المرور مستقلا دراجته البخارية حاملا في صندوقها الأبيض علاجا وأدوية، من الصيدلية التي يعمل بها، في طريقه إلى مريض كان قد طلبها، ظل بعينيه يترقب الضوء الأخضر رمز الأمان؛ لكي يمر بسلام...

ماهي إلا ثوان، حتى حدث انفجار شديد؛ تحول على إثره المكان، القريب والبعيد، إلى ساحة معركة حقيقية، بين جموع البشر، الذين شعروا بالخطر، من عدو جبان، آثر أن يفعل فعلته الخسيسة، وينفذ مؤامرته الخبيثة، من وراء حجاب...

امتدت النيران من موقع الانفجار، إلى البيوت والمحال، والمؤسسات، والأشجار التي كانت خضراء؛ فحولتها إلى أشباح سوداء بلون الليل البهيم، وسط صراخ المارة وعويلهم، والذين حالت بينهم وبين بعضهم؛ الأدخنة الكثيفة، والأفكار المخيفة؛ فاندفعوا مهرولين على غير هدى، وقد بدا الرعب والفزع يرتسم على وجوههم، خشية ماقد يقع لهم من مصائر محققة، وأخطار محدقة...

أحس نور بما يشبه العرق؛ فاكتشف أنه قد غرق في بحيرة من الدماء، التي انفجرت من كافة أنحاء جسده؛ فارتطم بالأرض، وغاب عن وعيه...

في غرفة الاستقبال، بالمستشفى الذي اكتظ بالضحايا والمصابين، أفاق نور على هذا المشهد الأليم...
وإذا بشرطي يدخل المكان، فتسود حالة من الاطمئنان، بإعلانه أنهم تمكنوا الآن، من إلقاء القبض على منفذ الانفجار، أثناء محاولته الفرار.
صرخ شيخ كبير في الستين من عمره:
ـ إنه مخطط شيطاني ينفذه إبليس و أعوانه لعنة الله عليه.

ماهي إلا لحظات حتى جاءت إحدي السيدات، محمولة على محفة المشفى والدماء منها تسيل، وطفلتها الرضيعة لقيت مصرعها، وبينما الطبيب يحاول إسعافها، إذ بأحد المصابين يتعرف عليها، ويصيح في الموجودين:
ـ إنها زوجة الجاني.اللعين.
عندئذ تحولت إشارة المرور إلى اللون الأخضر؛ فانطلق نور مسرعا نحو وجهته.