الأحد، 9 سبتمبر 2012

سقط سهواً


سقط سهواً
وقف القلم حائراً فى يد التلميذ
الوقت يمر
المعلم ينتظر
ساعات اليوم الدراسى جميعها
لاتكفى للكتابة عن هذا الموضوع
سطر حروفاً ثلاث وسلم الورقة
تعجب المعلم من هذا العنوان
إنه لا يصلح إلا للنشر فى صفحة وفيات جريدة شهيرة ...
سأله بعصبية واندهاش :
ـ من الذى مات ؟!
فأجاب :
ـ لقد علمتنا أن (أز) : تعنى ضم الشىء بعضه إلى بعض  ... وعندما أززت الأزمات السياسية
والأزمات الاجتماعية
والأزمات الاقتصادية ...
إلى بعضها البعض
سقط المواطن سهواً من حسابات المسئولين ...
ومات 

الأحد، 2 سبتمبر 2012

الساخر للكاتبة: د.مرفت محرم

الساخر
للكاتبة: د.مرفت محرم
(1)
في حفل بديع يستمتع فيه الجميع بالموسيقى والألحان؛ توالت الفقرات فقرة تلو فقرة؛ بشكل أضفى على المكان بهجة ومتعة...
(2)
فجأة توقف الرقص والغناء والألحان، وساد المكان صمت تام، ليقدم الساحر فقرته العجيبة، بمخاطرها الرهيبة، حيث وضع الطفلة كالمعتاد، في صندوق له باب، ثم أغلقه عليها، وراح يجهز سيفه الحاد، في الوقت الذي تجمعت فيه العيون البارزة، والأنفاس اللاهثة، والأفواه الفاغرة، والآذان الصاغية الصاغرة، نحو المشهد العجيب الرهيب...
(3)
اعتقد الجميع أن الدماء المنهمرة، ليست إلا خدعة، تخرج بعدها الطفلة مع الساحر المشهور؛ لتحية الجمهور، وينتهي الدور بالتصفيق كالمعتاد...

غير أن الباب لم يسمح إلا لروحها بالصعود، وللساحر العجيب بالهروب.

المحاكمة

المحاكمة
بقلم: د.مرفت محرم
(1)
غرفة صغيرة يفصلها عن السماء سقف خرساني مسلح، ومن بابها العتيق يدلف قاطنها الوحيد، وهو يلهث:
ـ الحمد لله
قالها بعد أن نظر إلى ساعته، ويده الأخرى تمتد نحو مفتاح التلفاز، عدل القناة لمتابعة فيلم الرعب والعنف والقوة والإثارة، الذي لا يمل رؤيته...
لم يستطع الاستقرار على الأريكة المقابلة للشاشة بل راح يتأرجح بين الجلوس والوقوف في حالة من التوتر والانفعال، وهو يشير للبطل بحركات مستنهضة وأخرى مشجعة، يصفق حينا، ويتحسر حينا آخر...
 أغمض عينيه على المشهد الأخير، واستلقى منهكا على سريره، وسافر إلى عالم آخر لا يدري عنه شيئا.
(2)  
ساحة كبيرة، وجموع غفيرة، تتابع عن كثب تلك المحاكمة المثيرة، لم يكترث بالأمر، وحاول المضي قدما في طريقه، إلا أن شيئا ما استوقفه وأثار رعبه وفزعه؛ تسمرت قدماه، وجحظت عيناه، وفغر فاه:
ـ يا إلهي، لقد أعلنوا اسمي على رأس قائمة المتهمين!.
(3)
في القفص الحديدي، كادت أنفاسه تخرج من قفصه الصدري، شاركه الحبس كل من ذكر اسمه، وراحت تتلى عليهم قائمة الاتهامات الموجهة لهم كل حسب اسمه وصفته...
بدأ الخوف والفزع يتملكه، والوقت يمر عليه كالدهر؛ فلا حيلة للإنكار، ولا وسيلة للهروب، ولا صديق ولا أهل ولا مدافع، والتهمة الأخيرة تخترق أذنيه، ترجف قلبه، تفصد جبينه، وتعقد لسانه: 
ـ "بلغت صلواتك الفائتة 99 صلاة؛ ما قولك؟
أذان الفجر يوقظه قبل اكتمال العدد مائة.