السبت، 7 يوليو 2012

وعاد الحمار بقلم: د.مرفت محرم

وعاد الحمار
بقلم: د.مرفت محرم
(1)
إلى البحرحملوه، ووضعوه بمفرده في زورق؛ وما كاد يركب، حتى انطلق به على غير وجهة؛ تقاذفت الأمواج زورقه، حتى كادت أن تغرقه؛ فنهق في الفضاء، نهقة الجهلاء:
ـ كيف أوجهه أو أتحكم فيه كما أشاء؟
عندئذ ارتفعت أذناه؛ عله يتلق ردا على شكواه!
(2)
على الشاطئ المقابل وقفوا يرقبون حركته، ويسجلون بالصور انفعالاته وحيرته، وهم من ربطوا الزورق بحبل طويل مبروم؛ ليجذبونه به عند اللزوم...
(3)
وهم على حال من الجدال، بين فريقين: فريق يؤمن بأن الأزمات تصنع المعجزات، وأن الحمار يمكنه أن يقود الزورق إذا شعر بالخطر المحدق...
وفريق يؤمن بنظرية أهمية العقل وإعمال الفكر بتدبير، أساسا لكل ابتكار وتطور وتغيير
(4)

نجح الحمار في تحمله وصبره، وفشل في إعمال فكره وعقله؛ فأعيد من البحر إلى أرضه؛ ليحمل على ظهرة الأثقال، التي ينوء بحملها الأبطال.