الأحد، 8 سبتمبر 2013

نعام



الوجه الآخر
 (1)
من شرفة منزله يتابع مسيرات احتجاج ضد الظلم والفساد؛ كاد يقذف بنفسه ليشاركهم التعبير عن مشاعر الغضب، التي ألهبت حماسه، وأحرقت قلبه، إلا أن يدا حانية امتدت إليه وجذبت كرسيه الطبي برفق، وأدخلته إلى الغرفة:
ـ حان الآن موعد جلسة العلاج الطبيعي
طفرت دموع العجز من عينيه، وراح يتمتم بكلمات السخط على المستهترين والفاسدين...
(2)
على أبواب الملهى الليلي استقبلته بحفاوة مصطنعة:
ـ كل غيبه وأنت طيب، "وحشتني"... خير؟!
ـ ألا تعلمين؟... أثناء خروجي من هنا الشهر الماضي أصبت في حادث سيارة، وأجريت لي عدة عمليات في مفصل الساق، والحمد لله شفيت وأصبحت مثل (الحصان) كما ترين... هههه
ـ حمدا لله على السلامة...
قبل أن يدخلا من الباب، استوقفته ذات المظاهرة المنددة بالظلم والفساد.
أغمض عينيه، وأصم أذنيه، وأخفى رأسه داخل سترته الشتوية، ودلف خلفها؛ ليحتفلا معا بعودته سالما.

مقدمة مراجل الغضب: بقلم د.مرفت محرم



مقدمة
خلال مسيرة الحياة، وقف المواطن المصري في (مفترق طرق)* حيث تعددت الدروب والمسالك، وقبل أن يعاود الانطلاق؛ طوقته الأحداث وأدخلته (النفق)* المظلم، ليصارع المشكلات والصعوبات التي تشكل (الزلزال)* الذي تلتل عليه الهموم والأحزان؛ و(سقط سهوا)* من حساب حكوماته؛ فاتقدت داخله (مراجل الغضب) لتنذر بانبعاث غد جديد؛ يدلهم فيه ليل الظلم والفساد والاستبداد، وتشرق الشمس بنورها الوضاء، محققة آماله وطموحاته، التي نادت بها الثورة (عيش وحرية وعدالة اجتماعية).
د.مرفت محرم
 ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مفترق طرق / النفق / الزلزال/ سقط سهوا: أربع مجموعات قصصية أصدرتها قبل هذه المجموعة، التي أستكمل بها مشروعي الإبداعي في التوثيق القصصي للأحداث.