الأحد، 8 سبتمبر 2013

نعام



الوجه الآخر
 (1)
من شرفة منزله يتابع مسيرات احتجاج ضد الظلم والفساد؛ كاد يقذف بنفسه ليشاركهم التعبير عن مشاعر الغضب، التي ألهبت حماسه، وأحرقت قلبه، إلا أن يدا حانية امتدت إليه وجذبت كرسيه الطبي برفق، وأدخلته إلى الغرفة:
ـ حان الآن موعد جلسة العلاج الطبيعي
طفرت دموع العجز من عينيه، وراح يتمتم بكلمات السخط على المستهترين والفاسدين...
(2)
على أبواب الملهى الليلي استقبلته بحفاوة مصطنعة:
ـ كل غيبه وأنت طيب، "وحشتني"... خير؟!
ـ ألا تعلمين؟... أثناء خروجي من هنا الشهر الماضي أصبت في حادث سيارة، وأجريت لي عدة عمليات في مفصل الساق، والحمد لله شفيت وأصبحت مثل (الحصان) كما ترين... هههه
ـ حمدا لله على السلامة...
قبل أن يدخلا من الباب، استوقفته ذات المظاهرة المنددة بالظلم والفساد.
أغمض عينيه، وأصم أذنيه، وأخفى رأسه داخل سترته الشتوية، ودلف خلفها؛ ليحتفلا معا بعودته سالما.