الأحد، 7 يوليو 2013

كرامات الشيخ بركات

كرامات الشيخ بركات

ارتفع صوت الميكرفون؛ ليعلن وفاة المرحوم الشيخ بركات أمين، إثر حادث أليم
على مقربة من المكان الذي تراصت فيه الجثامين، استعدادا للصلاة، تجمهر عباد الله؛ حول تلك السيارة المنكوبة، داعين بالرحمة والمغفرة للراحلين، والشفاء العاجل للمصابين...
ازدحم المكان بالجموع، واختلط الدعاء بالدموع.
بدا الشيخ ماجد حزينا من قلبه، على رحيل رفيق دربه، وصديق عمرة، وتوجه ناحية المشيعين، الذين حملوا النعش بأناه ، عقب انتهاء الصلاة، متجهين به إلى مثواه الأخير...
فجأة ودون مقدمات، توقف النعش بثبات، ثم اندفع تجاه شوارع جانبية، وأزقة غير سوية؛ فصاح الشيخ في مريديه: دعوه يسلم على أصحابه، ويودع أترابه، إنه الشيخ الوفي لهم، والباقي على عهده معهم، يسلمهم الأمانة، ويحذرهم من الخيانة، ويدعوهم للتمسك بما مات عليه من تقوى وإيمان، وصلاح وإحسان...
فهلل الجمع وكبر: الله أكبر الله أكبر؛ لقد ظهرت كرامات الشيخ بركات الآن، ورائحة المسك والريحان، فاحت من الجثمان...
على باب القبر، نفد صبر أحد المشيعين؛ فصاح فيمن يبكون متأثرين:
ـ هذا الجثمان الذي تحملون، هو لزنديق لعين، وليس لولي من أولياء الله الصالحين...
أخرجوا الجثمان من نعشه؛ لدفنه، بدأ الشك والحيرة والتوهان، ودار في الأذهان سؤال: كيف تحول جسد الشيخ من جسم ضئيل إلى مارد طويل، فالشيخ زاهد وجسمه نحيل، قصير القامة، وليس له في البدانة، تسارعوا للكشف عن الهوية؛ فكانت المفاجأة مذهلة قوية:
ـ إنه أبو سريع فرحات، وليس الشيخ بركات.