الأحد، 3 يوليو 2011

كيميا التغيير بقلم: د.مرفت محرم

كيميا التغيير
بقلم: د.مرفت محرم

ضاق صدره بالحنين للوطن، وفاضت أبحاثه بالنتائج المهمة في مجال علاج أمراضه المتوطنة؛ فحان موعد لقاء الدكتور صلاح مع محبوبته التي قضي عشر سنوات في الغربة لأجل عيونها، ساعيا للقضاء على المعاناة الصحية لأبنائها، بغية استعادة حسنها وبهائها، وحلاوة روحها وخفة دمها، تلك الروح اللطيفة الفكهة المرحة، الطيبة المسالمة الوديعة، التي اشتاق إليها اشتياق المتيم لمعشوقته.

ما أن وطأت قدميه أرض الوطن حتى استقبلته شمسها الساطعة؛ لتزيح عنه برودة الغربة التي جمدت أوصاله وشراينه؛ فأحسنت استقباله بالدفء والحنان، والتحية والابتسام.
غير أنه لاحظ تغير سمت الوجوه؛ فأضحت باهتة ابتسامتها، زائغة نظراتها، تائهة أفكارها؛ كاد يسأل شقيقه الذي كان في انتظاره، فلم يجبه، ومضى بصحبته ليستقلا السيارة في طريقهما إلى البيت.

لم ينتبها لمن كانوا يراقبوهما من بعيد، أثناء نزولهما من السيارة وإنزالهما للحقائب والأغراض؛ فقد شغلهما استقبال (لوسي) للعائد الحبيب، ومرافقتها له حتى دخل بخطى رشيقة إلى حجرات بيته؛ ليستنشق أريج الذكريات، ويخلد إلى الراحة في أحضان فراشه الوثير؛ ليحلم بالاستفادة من نتائج أبحاثه في القضاء على المرض المتوطن، الذي أودى بحياة والديه منذ سنوات. 

في الصباح راح ينادي عليها؛ اصطدمت عيونه بنظرات شقيقة، الذي صمت، ثم أجهش بالبكاء.
ـ أقلقتني... ماذا دهاها؟!
ـ لقد منعتهم من السرقة؛ فمنعوها من الحياة؛ أطاحوا برقبتها ومزقوا جسدها إربا، ولم يبق إلا الذيل.


حزم الدكتور صلاح حقائبه، وعقد عزمه، على إجراء أبحاث لمحاربة الفيروس الجديد.