الأحد، 7 أغسطس 2011

المنتقبة بقلم: د.مرفت محرم

المنتقبة
بقلم: د.مرفت محرم
(1)
عرفته الملاهي الليلية؛ بصورته المخفية، خلف ستار من وقار وهيبة، يخفي وراءه خيبة السعي نحو ملذات شهوانية، ومتع دنية.
يأتيها كل ليلة وجيبه ملآن، فيفرغه الشيطان، في كؤوس الخمور، والغيد الحسان؛ ثم يعود لبيته من جديد، في حالة من السكر، والإعياء الشديد.
لم يكن منصور، إلا رجل أعمال مشهور، جافته أمواله الطائلة؛ فسعت به نحو متع وقتية زائلة.
(2)
لم يحقق منصور مبتغاه؛ فخرج من ملهاه، باحثا عن صيد آخر، في غير تلك المواخر؛ شاهد فتاة منتقبة؛ فجذبه الشوق، لجسدها الممشوق، واقترب الصائد من صيده، ملقيا حولها شِباك حبه؛ فعبرت بدلال عن دهشتها لجرأته.
(3)
دعاها لركوب سيارته الفارهة؛ رفضت بإباء، طالبة الاكتفاء بركوب التاكسي؛ خشية أن تترصدها عيون الرقباء؛ كما أن منزلها في منطقة شعبية، لا تستوعب حواريها العشوائية، دخول سيارته المرسيديسية.
(4)
جلس إلى جوارها على الكرسي الخلفي، ممنيا النفس الأمارة؛ بسعادة لا تسعها تلك الحارة.
وقبل الوصول؛ توقف السائق وهو في حالة ارتباك، تقدم شابان وأمرا منصور بالنزول، وهما يصيحان في وجهه الأصفر الشاحب:
ـ كيف تجرؤ على اختطاف شقيقتنا الملتزمة أيها المنحل الساقط؟
قبل أن يجيب، جذباه من جديد، وجرداه من ثيابه، وربطاه في شجرة جفت أغصانها، وتساقطت أوراقها.
ثم انطلقوا بسيارتهم التاكسي؛ نحو صيد آخر.