الخميس، 6 مارس 2014

حرية: بقلم د. مرفت محرم



حرية: بقلم د. مرفت محرم

كما اعتاد منذ سنوات، ذهب عم بركات، راكباً حماره، ليشتري مستلزمات لداره
وفي الطريق المدقوق، من البيت إلى السوق، رأى جمهرة من الناس، يهتفون بحماس؛ فلم يعرهم اهتماماً، ولم يلق لهم بالاً
وعند عودته حاملاً مالذ وطاب من بضاعة، ربط حماره الذي اعتاد على السمع والطاعة، إلا أن المذكور نفر في وجهه نفرة قوية؛ استعاذ منها بركات بعصبية، ورفع عصاه الغليظة القوية، فهز الحمار رأسه رافضاً تلك المعاملة الحمارية، وسأله بهدوء وروية:
ـ هل عصيت لك أمراً طوال سنوات، يا عم بركات؟
تعجب وصاح صيحة اندهاش:
ـ الحمار نطق يا ناس!
ـ أجبني ولا تتهرب من السؤال
أجاب بالنفي في الحال
ـ (عال العال)، ننتقل إلى ثاني سؤال: بكم اشتريتني من عبدالمتعال؟
ـ يا صبر أيوب، اشتريتك بثلثمائة جنيه (يدوب)
ابتسم الحمار ابتسامة الواثقين من النصر المبين، وقال:
ـ كم نقله في اليوم نقلتها، منك وإليك، ولم أعش معك عالة عليك، لهذا فحقي الآن بين يديك، أجري في الشهر والسنة يعادل بالورقة والقلم، أضعاف مادفعته من ثمن
ـ أفصح عما تريد أيها الحمار الثرثار.
ـ أريد حقي بالمستور، و(يادار ما دخلك شرور)
ضرب كفاً بكف واستنطقه كلاماً:
ـ أتريد أيها الحمار مالاً؟!، أم كفتة وكباباً؟!، أم نفتح لك في البنك حساباً، أم للزواج باباً؟!
لوى الحمار عنقه، ورفع إلى العنان رأسه، وقال:
ـ طلبي هو عتقي، وحقي: حريتي.
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/03/05/322447.html