الخميس، 6 مارس 2014

وطنية ديك: بقلم د. مرفت محرم


وطنية ديك: بقلم د.مرفت محرم
بينما كانت مائدة الإفطار تنادي الكبار والصغار ليؤنسوا وحدتها وتمنحهم خبزها وأطباق فولها وجبنتها، كان مسعود ينظر من النافذة المطلة على مدرسة الأمل ليشاهد طوابير الانتظار الممتدة لعدة أمتار من مقار لجان التصويت حتى محل الحاج مختار.

تزاحمت الجماهير وامتدت الطوابير في يوم عيد وعرس مجيد، ارتسمت الفرحة في إطلالة على وجوه متحمسة فعالة، تغازلها المآقي والعيون، انطلقت الزغاريد والأغاني، لتحقيق كل الأماني

ـ الإفطار يا أبو محمود
دون أن يلتفت إليها هز رأسه بالإيجاب
ثم مالبث أن بادلها النداء:
ـ أقبلي بسرعة يا دعاء
رأيا المكان وقد تحول في الحال إلى جمهرة غير عادية، من متابعين لأنشطة الأجهزة الأمنية، في محاولتها التصدي لتلك العملية الإرهابية، التي تعكر صفو الأجواء، وتفجر البركان في وجه الأمان، فيختلط الفرح بالترح، وتقع الحيرة، وتسود أجواء القلق، والاستعاذة برب الفلق، ففي خلسه من الزمان تزلزل المكان:

حبل يتدلى فوق سور البناء، وأخبار وأنباء عن محاولة لإلقاء متفجرات، بهدف تعكير صفو أجواء الاستفتاء

سارعت الأجهزة الأمنية، للتصدي لتلك المحاولة الإجرامية، بمعاونة الكلاب البوليسية،  للقبض على منفذ العملية الإرهابية

ومن داخل الفناء، ظهر رجل أفسد الأجواء، بشكله القبيح، خلف ديكه الفصيح، الذي أفلت منه بدهاء، ليشارك في الاستفتاء، ماضياً إلى الصندوق، موضحاً ما أصابه من صاحبه غير الخلوق، الذي أسكنه أكوام القمامة، وأذاقه الذل والمهانة، وعرضه للعطش والجوع، وحرمه من الزروع

أسرع الديك وصاح بالآذان، ليرشد الشرطة والجيش عن صاحبه الجبان، الذي فجر المكان بالجري والهذيان، رافعا سيفه، قاصداً ذبحه، ليفسد الاستفتاء، خضوعاً للأهواء...

ولم يكن للديك رجاء، غير النجاة، وحقه في البقاء، على قيد الحياة 
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/03/09/322808.html.